التلوث الناتج عن معمل الأسمنت المنوي إنشاؤه في عين دارة - بالعلم والأرقام - المهندس جــــان بـــدر
متابعة للحملة الدعائية لمشروع إنشاء معمل الموت في عين دارة، مع ما رافقها من ردود رافضة وشاجبة لمضمون الإعلانات المصورة، والتي تحمل الكثير من الصور والكلمات الرنانة تهدف إلى خداع الرأي العام اللبناني، وبحكم العلم والخبرة والمعرفة في مجال المواد الأولية وتحديداً إنتاج الأسمنت واحتكاكي المباشر مع معامل الإنتاج، كان لا بدَّ من إبداء الرأي في المضمون العلمي لهذه الإعلانات من منطق أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
موقع المعمل المقترح:
يقع الموقع المقترح ضمن النطاق العقاري لبلدة عين دارة في قضاء عاليه، على الخطِّ الفاصل بين محافظتي جبل لبنان والبقاع، وفي أقلِّ من دائرة قطرها كيلومتر واحد إلى ثلاثة كيلومترات بالحدِّ الأقصى تقعُ بلدات مثل قب الياس ومكسه وجديتا والمريجات وفالوغا وحمانا وصوفر وبمهريه وغيرها بالإضافة إلى وقوعه داخل المجال الحيوي لمحمية أرز الشوف الطبيعية، كما يرتفع الموقع 1500 متر عن سطح البحر مما سيؤدي حتماً إلى إحداث "مظلة تلوث" واسعة تنتقل الإنبعاثات فيها بشكل سريع بواسطة الرياح إلى مسافات واسعة نظراً للإرتفاع، كما يتواجد الموقع على الحدِّ الفاصل بين جبل الباروك وجبل الكنيسة وسهل البقاع فوق خزانٍ هائل من المياه الجوفية التي تغذي ينابيع عدة، كما يمتدُّ هذا المعمل على مساحة تقارب 1،200،000 متر مربع حسب الترخيص وأكثر من 3،000،000 متر مربع حسب شهادة المستثمر، مع السماح بزيادة المساحة والإنتاج حسب الطلب ودون تحديد سقف.
ولأن العلم لا يكذب والأرقام حجة دامغة، وفي مقارنة بسيطة بين أرقام الإنتاج العالمية نرى أن لبنان حاليا ينتج سنويا 500 طن/ كلم مربع في حين أن ألمانيا مثلا تنتج 86 طن/ كلم مربع، الولايات المتحدة الأمريكية 8 طن /كلم مربع تركيا 91 طن/كلم مربع، سوريا قبل الحرب 50 طن/كلم مربع!! السؤال لماذا لا تنتج ألمانيا أو الولايات المتحدة مثلا أكثر من ذلك؟ مع أن إنتاج الأسمنت مربح! لماذا قامت الشركات الأوروبية العالمية الأكبر مثل Holcim و Lafarge بالاستثمار في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا ولم تزد من إنتاجها في بلادها وهي بأشد الحاجة إلى زيادة الدخل القومي؟
السبب البديهي لأن إنتاج الأسمنت ملوث جداً، فإذا أرادت هذه البلدان زيادة إنتاجها في ظل الضوابط والتشريعات الصارمة في بلادها، سيكون الإنتاج مكلفاً جداً! لذا، عمدت هذه الشركات إلى نقل مصانعها إلى البلدان النامية حيث تضعف أجهزة الرقابة والقوانين الناظمة.
أما بالنسبة لإدارة المعمل، وحسب ما جاء في الإعلان المصور، إن المعمل المزمع إنشاؤه هو صديق للبيئة ومشروع صحي، وأنه سيعمل بتقنيات حديثة بإدارة شركة FLSMIDTH الدانماركية، وأن الإنبعاثات ستكون محدودة، واستعمال المياه سيكون ضئيلا وسيعاد تكريرها!
لا بدَّ من الإشارة أنه ليس المهم من "يدير" هذا المعمل (ونتحفظ على هذا التعبير، لأن FLSMIDTH لا تملك ولا تدير معامل إنتاج الأسمنت عادة، بل تصنع الأفران والمطاحن والمعدات اللازمة وتبيعها لشركات إنتاج الأسمنت، وتراقبها ضمن عقود كفالة المعدات وصيانتها) ، ما يهم أكثر من ذلك ليس المصنع وحده ولا مدى تقنية المعمل ولا من يديره فحسب، بل أيضاً القوانين والتشريعات الناظمة في كل بلد !!
سنقارن في ما يلي، بين الحدود القصوى المسموح بها للانبعاثات في لبنان والبلدان المنتجة الأخرى، لنرى كيف أن نفس المعمل المصنع لنفس الشركة يلوث أقل مثلا في أوروبا من لبنان، هذا في حال التزم صاحب المعمل بالحدود المسموح بها ولم يغش كما تجري العادة! كما سنسلط الضوء على تلوث المياه السطحية والجوفية على امتداد مناطق ومساحات واسعة النطاق، ومدى الضرر الي سيلحق بالطرقات والمدن والبلدات.
في تلوث الهواء والإنبعاثات السامة:
تعتبر مصانع إنتاج الأسمنت مصدراً أساسياً للانبعاثات السامة الغير مرغوب بها، ومن أكثر الصناعات الملوِّثة حول العالم، وتختلف التشريعات والقوانين الناظمة من بلد إلى آخر.
تُقسم هذه الانبعاثات الملوِّثة لأربع فئات رئيسية وهي:
ثاني أوكسيد الكبريت SO2 Sulphur dioxide.
أكاسيد النيتروجين NOx. Nitrogen oxides
الزئبق Hg) Mercury)
الغبار والجسيمات (Dust/ Particulate matter (PM
بالإضافة إلى ملوث خامس لا مجال للهروب منه وهو ثاني أوكسيد الكربون CO2 Carbon dioxide، المسبِّب الأول للاحتباس الحراري.
ثاني أوكسيد الكبريت SO2: يتفاعل مع بخار الماء لتكوين حمض الكبريت (H2SO4). وهو يُسهم في الأمطار الحمضية، التي تؤثر سلباً على مصادر المياه والغابات والمحاصيل، وهو أيضاً أحد غازات الدفيئةالتي تسبب الاحتباس الحراري.
في قراءة سريعة، تبلغ الحدود القصوى المسموح بها في لبنان 800 mg/Nm3 في حين تبلغ في مجمل دول الاتحاد الأوروبي 50، في مصر 400، في أستراليا من 50 إلى 250 ... المسبب الأساسي لانبعاثه بالإضافة إلى نوعية الحجر الكلسي هو نوعية الوقود المستعمل!!!
أكاسيد النيتروجين Nox : تنتج عن احتراق النيتروجين في الأوكسجين في درجات حرارة عالية، أكسيد النيتريك (NO) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) هي غازات تنتج حامض النيتريك (HNO3) عند تفاعلها مع الهواء والماء، الأمر الذي يُسهم في الأمطار الحمضية، التي تقتل مصادر المياه والغابات والمحاصيل، كما يتفاعلان مع الأوزون (O3) ويدمرانه Ozone Depleters.
يحتل لبنان المرتبة الأولى عالمياً في الحد الأقصى المسموح به لانبعاث NOX، حيث تبلغ الحدود القصوى المسموح بها في المعامل القديمة 2500 mg/Nm3 و تبلغ 1500 mg/Nm3 في المعامل الحديثة الموجودة، في حين تبلغ في الاتحاد الأوروبي بين 200 إلى 450 وفي مصر 800 !!
أيضاً إنَّ المسبب الأساسي لانبعاثه بالإضافة إلى نوعية الحجر الكلسي هو نوعية الوقود المستعمل!!!
الزئبق Hg) Mercury) : هو المعدن الوحيد السائل في درجة الحرارة العادية، يعتبر الزئبق ومركباته من الملوثات السامة جداً وللغاية، ميثيل الزئبق Methyl Mercury يترسَّب في الحياة الطبيعية دون تحول، لا سيما في أشكال الحياة المائية ويعتبر سمَّاً قاتلاً بكلِّ ما للكلمة من معنى، ومن الصعب جداً التقاطه عبر الفلاتر، ويختلف عن غيره من المعادن الثقيلة ك الكادميوم Cd Cadmium والزنك Zn Zinc والرصاص Lead PB ... التي تُحتسب تحت فئة الجسيمات PM.
لا يملك لبنان حدودا قصوى مسموح بها، بمعنى آخر تستطيع المعامل أن تلوث بالزئبق كما تريد !! في حين تبلغ الحدود في الاتحاد الأوروبي 0.05 mg/Km3، أستراليا 0.02، مصر 0.05.
الغبار والجسيمات Dust/ Particulate matter:
ينبعث الغبار من التخزين، وسحق وطحن الحجر الكلسي والمعالجة الحرارية في مصانع الأسمنت وهو من الملوثات الأكثر وضوحاً في هذه الصناعة، حيث يُمكن رؤية الغبار في الواقع، ويسبب مشاكل في الجهاز التنفسي لا سيما السرطانات كونه يحمل المعادن السامة.
تقوم شركات الأسمنت في الأسواق النامية غالباً باستهداف الغبار كأول الملوثات التي يجب الحد منها كونها تُرى في العين المجردة.
الجسيمات (PM) هي المواد الصلبة التي تبقى معلقة في الهواء لوقت طويل وفي دائرة جغرافية واسعة. وتتراوح قياساتها من أقل من 0.01μm (تشبه على سبيل المثال: (الفيروس أو دخان التبغ) إلى 10-100μm (الغبار والرماد)،
تقسم الجسيمات إلى فئات وفقاً لقطرها، PM2.5 (قطر أقل من 2.5μm وتدخل مجرى الدم Blood stream ) وPM10 (قطر أقل من 10μm وتتراكم في الرئتين والجهاز التنفسي).
بعض غبار الاسمنت يمكن أن يعتبر أيضاً من الجسيمات ويصنَّف في عداد PM10، وهذا يعني أن قياس الجسيمات والغبار غالباً ما يتداخل في صناعة الاسمنت.
في قراءة الأرقام، نسبة الغبار والجسيمات المسموح بها يجب أن لا تتعدى 100mg/Nm3 وتحاول التشريعات تخفيضها قدر المستطاع حتى وصلت في ألمانيا إلى 20mg/Nm3، بينما هي في لبنان حاليا 250mg/Nm3.
ولكن لا يوجد حد أقصى مسموح به في لبنان، وبالتالي لا تحاسب الشركات في لبنان على نسبة التلوث الناتج من PM الجسيمات، ولم تلتزم أي شركة حتى الآن بنسبة أقل من 100mg/Nm3 لأن لا تشريع أو غرامة في حال لم تفعل.
ثاني أوكسيد الكربون Carbon dioxide CO2:
تساهم صناعة الإسمنت بنسبة 5% من مجموع انبعاث CO2 غاز ثاني أوكسيد الكربون المسبِّب الأول للإحتباس الحراري، وتحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد معامل إنتاج الطاقة العاملة على الفحم، إنَّ تصنيع طنّ واحد من الإسمنت(الكلينكر) يسبب بانبعاث ما يقارب الطنّ من ثاني أوكسيد الكربون، وهنا لا بدَّ أن نذكر أن لبنان وقع على اتفاقيات دولية للحدّ من انبعاثه، وهو بالتالي ملزمٌ اتجاه المجتمع الدولي بتخفيض انبعاث CO2 بدلاً من زيادته، وقد تسبب زيادة انبعاثه عقوبات على لبنان تحديدا من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط الشراكة الأوروبية اللبنانية.
في الخلاصة:
- نسب الإنبعاثات المسموح والمعمول بها في لبنان غير مسموح أو معمول بها في الكثير من الدول المنتجة.
- الشركات العالمية الكبرى المنتجة للإسمنت تعمل في أوروبا كما تعمل في أغلب دول العالم وهي لا تملك نفس المعايير للحد من التلوث وتختلف الإنبعاثات لنفس معاملها من دولة إلى أخرى حسب القوانين الراعية والغرامات.
- المحاسبة غير موجودة مطلقاً في لبنان والقصاص لم يحصل للمخالفين، في حين أن الغرامات التي تدفعها الشركات في الدول الأخرى عند المخالفة هي مكلفة ومرتفعة، على سبيل المثال لا الحصر أجبرت المحاكم الأميركية شركة Cemex بدفع 10 مليون دولار للحد من الإنبعاثات السامة في 5 ولايات وتغريمها 1.69 مليون دولار في شهر تموز 2016.
- نوعية الوقود الذي هو أحد المسببين المباشرين لانبعاث SO2 و NOx و Hg و CO2... هو أهم ركائز هذه الصناعة، إذ أن الطاقة تشكل حوالي 30% من كلفة الإنتاج النهائية و40% من التلوث الناتج عن عملية الإنتاج، وهنا بيت القصيد، وبالتالي يذهب المصنعون إلى استعمال Fossil Fuel من الوقود الرخيص كالبتروكوك والفحم وأي شيء قابل للاحتراق كالنفايات والدواليب والزيت المحروق ... بدلًا من Non Fossil Fuel الطاقة النووية أو البديلة، لبنان لا يملك أي بنية تحتية لجر الغاز، ولا يملك طاقة نووية، ولا طاقة بديلة، وبالتالي تذهب الشركات إلى استعمال الوقود الرخيص خاصة البتروكوك Petcoke.
إستعمال وتلوث المياه:
يعتبر استعمال المياه ضرورياً جداً في عملية تصنيع الإسمنت، ومن الصعب أن يتم حصر تلوث المياه مهما وصلت درجة المراقبة الذاتية والحكومية في المعامل ومحيطها، إذ أن تلوث المياه غير مرتبط فقط في مراحل التصنيع، بل يتعداه إلى الأراضي والمناطق المجاورة والطرقات القريبة والبعيدة.
في التصنيع، هناك طريقتان لتحويل الحجر الكلسي إلى كلينكر ثم إلى إسمنت، الطريقة الجافة Dry Process والطريقة الرطبة Wet Process.
تعتبر الطريقة الجافة هي الطريقة الحديثة والمستخدمة في أكثر معامل الإنتاج كونها توفر طاقة (والطاقة = كلفة)، ولكن هذا لا يعني أنها "جافة" أو "ناشفة" بالمعنى الحرفي للكلمة.
إذ إن المياه تُستخدم أو تتأثر في أكثر من مرحلة من مراحل خط الإنتاج، بدأ من المقالع وتلويث المياه الجوفية والينابيع نتيجة التفجيرات التي تدمر الطبقة الحامية للمياه الجوفية ، إلى نقل الحجر الكلسي وغسله في مراحل الطحن، إلى تبريد الأفران خلال عملية الحرق، إلى غسل الطرقات ومحيط المعمل والآليات، إلى مياه الأمطار التي تتساقط على البتروكوك والكلينكر المخزن في الهواء الطلق.
إستعمال المياه إذن في صناعة الأسمنت ضروري، ولا يمكن الاستعاضة عنه، كما أن تلوث المياه سيكون عالياً جداً خصوصاً أنَّ مجاري المياه قد تأخذ معها ترسبات صلبة وسامة، يمكن أن تكون في خارج محيط المعمل ولا يشملها نظام التكرير إذا وجد.
أما في داخل المعمل، فصحيح أنه قد يتم إنشاء شبكة لمياه الصرف، إلا أن المياه المستعملة في التبريد هي ذات درجة عالية من الحموضة PH وملوثة بالمواد الصلبة العالقة في بعض العمليات، ولذا عموماً فإنَّ المياه المستعملة في عمليات التبريد يعاد تكريرها واستخدامها أكثر من مرة في هذه العملية، أما الترسبات السامة التي تبقى بعد التكرير فتدخل في عداد النفايات الصلبة ونسأل عن كيفية التخلص منها في بلد يغرق حتى في النفايات المنزلية.
لا بدَّ من الإشارة أيضاً أنَّ الأمطار ومياه الثلوج التي تتساقط في منطقة ضهر البيدر على ارتفاع 1500 عن سطح البحر، ستحتك وتتفاعل حتماً بالفحم البترولي بتروكوك والفحم، ومخزون الكلنكر المخزن في الهواء الطلق، فتصبح ملوثة جداً، وعندها تلوث التربة بنسبة عالية من الكبريتات والمعادن السامة مثل الزنك والرصاص والكروم مما يسبب ايضاً في تلوث المياه الجوفية.
إذاً، نجد أنه من الصعب جداً إحتواء التلوث الذي قد يصيب المياه السطحية والجوفية، لأنه ينتج من أكثر من مكان في داخل حرم المعمل والمقالع الشاسعة المساحة التي قد تصل إلى 3،000،000 متر مربع في حالة معمل عين دارة.
حال الطرقات وتلوث البلدات والقرى التي تمر بها:
ستتحول الطرقات القريبة والبعيدة من وإلى ضهر البيدر إلى خطوط توزيع ونقل صناعي، أما التلوث الذي سيصيب البلدات والقرى التي تمر بها هذه الشاحنات، فحدث ولا حرج، حيث سيخرج من المعمل يوميا ما معدله 300 شاحنة كبيرة محملة بالإسمنت، ويدخله يوميا 300 شاحنة أخرى للتحميل في اليوم الثاني، أبرز خطوط التوزيع سيكون باتجاه سوريا عبر سهل البقاع "الأخضر".
كما سيدخل المعمل، عبر طريق بيروت ضهر البيدر، مئات الشاحنات الأخرى المحملة بالوقود وعلى الأرجح البتروكوك.
إن السموم التي ستنقلها الشاحنات ذهابا وإيابا من الحدود السورية إلى ضهر البيدر، ومن مرفأ بيروت إلى ضهر البيدر ستشكل ناقلات يومية للغبار الملوث والمواد المسرطنة الى كل بلدة ستمر عبرها، وستكون كل بلدة من بيروت إلى ضهر البيدر فالمصنع عرضة للتلوث، ناهيك عن حال هذه الطرقات المزري والمزدحم، خاصة أننا لا نملك قطارات أو خطوط نقل صناعية ولا أي بنية تحتية متطورة.
في الخلاصة، إن الأضرار المتوقعة "كارثية" على الصعيد البيئي والصحي وهي تهدِّدُ ثروات استراتيجية أساسية للبنان نحصرها بثلاث:
1) تلوث قسم كبير من المزروعات في سهل البقاع نتيجةً لتلوث الهواء والمياه، حيث يعتبر سهل البقاع أكبر مصدر للخضار والفاكهة التي يأكلها كل لبناني بما معناه ضرب "الخزان الزراعي الاستراتيجي" للبنانيين.
2) تلوث حوض جبل الباروك الجوفي الذي يغذي كل الينابيع في البقاع الأوسط والشوف والمتن الأعلى وعاليه وصولا حتى نهر الأولي مما يعني تلوث "خزان المياه الاستراتيجي" لأعدادٍ كبيرة من اللبنانيين.
3) تلوث محمية أرز الشوف الطبيعية أكبر غابة للأرز في لبنان والتي تشكل نصف مساحة لبنان الخضراء وتساوي 5% من مجمل مساحته، وبالتالي هي تعتبر "الرئة الاستراتيجية" المنتجة للأوكسجين الذي يتنشقه اللبنانيون ويبقيهم على قيد الحياة.
بناء لكل ما تقدم، هل هناك من يعتقد أو يصدق "بالعلم والأرقام"، أنَّ هذا المعمل المزعوم لإنتاج الأسمنت "في لبنان" سيعمل وفق المعايير العالمية؟ حتى ولو أراد مالكوه ومشغلوه، فهم لن يستطيعوا! هل هناك من يعتقد أن موقع هذا المعمل هو بعيد عن الأماكن السكنية ولن يؤذي البشر على امتداد مساحة تمتد من بيروت إلى الحدود اللبنانية السورية؟ هل هناك من يعتقد أو يصدق أنَّ هذا المعمل الموعود هو معمل للحياة؟ أم معمل للموت؟
المهندس جــــان بـــدر
No comments:
Post a Comment