في المرَّةِ الأولــى، خَجِلَ القمَرُ من وَجنتيكِ وغــابْ، ونادى النجومَ والمجرَّاتِ وراحَ يُخبرُهمْ لــسنينَ لا تنتهــي، فقالْ:
خَشُنَ الحرير مِن خِصلِ شَعْرِها، وصَارَ سَرَابْ
عادَ إلى مَلِكَاتِ التَاريخِ يَكْسِيهنَّ وهُنَّ في غِــيابْ
تلك الوردةُ التي أشْبَعها الندى في الطفولةِ والشبابْ
أشعَّتْ نوراً ساحراً، كنورِ النســكِ بعدَ الثوَابْ
ماذا أقُولُ لكُم يا نجومَ العشْقِ عَنْها؟ وكيفَ أصِفُ نفسي في حَضْرَتِها؟
هي الربيعُ بحَدِّ عينِهِ، لا لنورهِ احتجابْ، ولا لعصرِهِ اكتئابْ، ولا لعُمرِهِ احتســابْ
هي مَن يعطي الصيفَ غيرَ ألوانِهِ، فيَكسِيهِ أخضراً ليسَ في قائمةِ الألوانِ ولا في أيِّ كـتابْ
إنْ بالحكمةِ تَحدَّتْ، غـابَت شمسُنا خلفَ السحابْ
وإنْ بالقَلبِ أحبَّتْ، دِفءُ قلبِها جليدُ القـلبِ أذابْ
فهيَ التي مِنْ جُبروتِها فصلُ الشتاءِ استهابْ
هيَ سيدةُ الفصولِ الثلاثة ... لا تجدونَ في قاموسِها وروداً ذابلة ولا أوراقاً متهالكة ... هيَ طريـقٌ بِلا رصيفْ ... هيَ فصولٌ بِلا خريفْ.
هيَ التي سَألتُ الشمسَ عنها، فقالتْ لا تسلْني يا قمري
غيرتي مِنْها تَمنعُني أنْ أُعْطيكَ أيَّ جوابْ.
جــــان بـــدر
No comments:
Post a Comment